قصة "الزوجة العذراء" هدير: "طلع زي أختي".. والعريس: "استري عليا"
ملابسها البسيطة وملامح وجهها الهادئة، لم تكن تنم أبدًا عن ذلك البركان الكامن وراء قصتها الغريبة، إلا أن عينيها الزائغتين كانتا مفتاح القصة، فتلك الحمرة التي كست وجهها لم تكن بدافع الخجل فقط، بل كانت تحكى قصة عذاب تعيشها فتاة لا تزال تخطو خطواتها الأولى في عقد عمرها الثاني.. إنها هدير "الزوجة العذراء".
في أحد أروقة محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، جلست "هدير" تحاول لملمة شتات نفسها، فهي لم تعتد أبدًا تلك المواقف، لكن ما كان يجول في نفسها خلال "شهر العسل" وحتى اليوم ما كان يدعها تصمت أكثر من ذلك، فجلست تندب حظها، ويأبي لسانها النطق قبل أن ينطلق بتلك الكلمة التي كادت أن تأخذ روحها وهي تخرج من بين شفتيها، قائلة "عايزة اخلع جوزي".
وكأن تلك الكلمة كان القشة التي فكت عقدة
لسانها وعينيها في وقت واحد، فانهمرت الكلمات مع الدموع وكأنهما "هاويس
فؤادة" الذي لن يتوقف، فبدأت في سرد ما حدث قائلةً، "تعرفت على
"عاشور" وعشنا قصة حب على مدار سنوات، لم أكن اعلم حينها أنه يخفي عني
سره الكبير، وأنه يعاني من مرض نفسي كما علمت بعد ذلك، وكأي فتاة رحت أحلم بالزواج والاستقرار، إلا أن حلمي تحول إلى كابوس
بعد "ليلة العمر".
توقفت للحظات تلتقط أنفاسها، وكان الكلمات استنفذت ما حولها من هواء فشهقت قبل أن تكمل ومرارة
الكلمات تتساقط داخل حلقها قائلةً "عمري 22 سنة وجوزي 27، ويوم ما فكرت اتجوز
لقيت جوزي مش راجل وزي أختي.. وأنا لسه آنسة"، حاولت نصحه بالذهاب للأطباء لكنه
كان يرفض قائلًا "إنتي عايزة تفضحيني.. استري عليا وأنا هبقى زي الفل".
لم تجد
"هدير" إلا تلك الكلمات لتنهى بها قصتها حين قالت "شهر كامل وانا
أعيش في عذاب لا أتحمله، وطلبت الطلاق مرارًا لكن الرفض كان جوابه الوحيد، وفي
النهاية لم اجد أمامي إلا محكمة الأسرة في التجمع الخامس لمحاولة الخلاص والخروج
من الباب الوحيد المتاح أمامي، وهو الخلع، وما تزال القضية منظورة أمام مكتب التسوية
للنظر فيها.