صور| من أرض البقر إلى أرض الغلال.. ما لا تعرفه عن "الفرافرة" أرض الخيرات
الأربعاء 04/أبريل/2018 - 04:58 م
محمد حجي
طباعة
"الفرافرة" واحة الجمال والسحر وروعة الصحراء والطبيعة والتي اطلق عليها البعض "جنة الله" في أرضه، "الفرافرة" هي واحة صغيرة يرجع تاريخها إلى العصر المصري القديم حيث ورد ذكرها في الوثائق المصرية القديمة خاصة منذ الأسرة العاشرة في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد. وتقع على بعد 320 كم شمال غرب الداخلة، 170 كم جنوب الواحات البحرية وتقع على بعد 360 كم جنوب غرب مرسى مطروح وعن القاهرة 627 كم.
وتحظى واحة الفرافرة بشهرة واسعة بين المصريين الأجانب الذين اعتادوا زيارتها والاستمتاع بجمالها، وسميت الفرافرة بواحة الجمال والسحر، نظراً لما تذخر به من معالم غاية في الروعة والجمال ومنها الصحراء البيضاء وجبل الكريستال ومتحف الصخور وقصر الفرافرة وبئر الفرافرة وغيرها من المواقع التي نادرا ماتجد لها مثيلا في الأماكن الأخرى.
وتتميز الواحة بجوها المعتدل فهى طوال العام تقترب درجة حرارتها من 24 درجة مئوية مما جعلها مزار مثالى ورائع لكثير من السياح الأوروبيين القادمين هروبًا من البرد القارس فى بلادهم لكى يتدفئوا وينعموا بحرارة واحة الفرافرة ومميزاتها الخاصة.
والشهرة التي اكتسبتها واحة الفرافرة فى العالم أجمع كان سببها ما تتميز به الواحة من مزايا جغرافية ومناخ وطبيعة خلابة وهدوء ساحر وتناغم رائع بين الصخور والرمال البيضاء في أشكال نادرة جعلها مزار لعدد كبير من عاشقى السفارى ومحبى الطبيعة، فعلى بعد 45 كيلو متر مربع من الواحة يوجد محمية الصحراء البيضاء التى تبلغ مساحتها حوالي 3000 كيلومتر مربع وهذه الواحة عزيزى المسافر هى آية من الجمال والإبداع من الخالق سبحانه وتعالى، فأرضها الطباشيرية النادرة الوجود التي تتميز باللون الأبيض لذا سميت بمحمية الصحراء البيضاء جعلها منظر رائع تحب العين أن تراه وتتمتع بجماله وروعته، هذا المنظر البديع الذى قد ارسل الله سبحانه وتعالى الرياح بتلك الصحراء لكى تشكل لنا العديد والعديد من الأشكال والأنماط الصخرية تتشابه بعضها البعض بكثرة فمنها ما هو على هيئة أعدة حجرية ومنها ما هو على هيئة حوائط طباشيرية أو مخروطية وكذلك منها ما يشيه فى شكل عش الغراب.. تلك الأشكال التى يقف الإنسان عاجزًا أمام روعتها ويقضى العديد لكى يتأمل مدى جمالها وحسن طالعها المتميز والتى كلما تأملت فيها أكثر تجد لها ألف تفسير وتفسير.
جبل الكريستال كنز لا يعرفه الكثيرون بواحة الفرافرة وهو من أغنى جبال العالم ومن أروع المناطق الطبيعية بها حيث قطع الكريستال الملونة والنادرة جدا، التى رسمتها الطبيعة بقلب الصحراء، ونظرا لتعرضه للنهب فقد فرضت الدولة الحماية على هذا الجبل منذ عام 2007 تقريبا في إجراء تأخر كثيرا.
ويعتبر جبل الكريستال من أندر الجبال فى العالم، ويعتبر منتجعًا سياحيًا جماليا لا يعادله جمال، جبل كامل من خام الكريستال يلمع مع أشعة الشمس كالماس، فتشعر أنك فى مدينة من الجنة بطبيعة خلابة ساحرة، وفى سنوات الرئيس السابق مبارك تم تدمير هذا الكنز ونهبه يفقد جماله بقطعة المتناثرة ولم يتبقَ سوى جسم الجبل الذى لم يسلم من عمليات التدمير بهدف الحصول على قطعة الرائعة.
وكان معظم السائحين يصرون على الذهاب إلى جبل الكريستال، وذلك لجمع تلك القطع التى تأخذ شكل بلورات رائعة من خام الكالسيت، وظن “الخرتية” و(يقصد بهم دليل الصحراء) أن السائحين يجمعونها بسبب هواية جمع الحجارة الملونة، واكتشفوا فيما بعد أن عددًا كبيرًا من السائحين لم يأتوا إلى هذه المناطق بهدف السياحة والسفارى فحسب، وإنما لجمع هذه الأنواع من الحجارة التى تبين أنها من أغلى أنواع الحجارة فى العالم. وبعد نهب الجبل وسرقة الحجارة المفككة منه لم يتبق سوى جسم الجبل الصلب الذى يصعب تكسيره.
الفرافرة عرفها القدماء المصريين بإسم "أرض البقر" وأطلقوا عليها هذا اللقب لكثرة المراعي والأبقار بها وسميت أرض الغلال في العصور الرومانية هى والواحات الداخلة والواحات البحرية، وفي العصر المسيحي الأول كانت الفرافرة ملاذا للمصريين المسيحيين الذين اضطهدهم الرومان وفر كثير من المسيحيين إلي الفرافرة وتركوا بصماتهم واضحة في مناطق القس أبوسعيد وعين أبشواي ووادي حنس وكلها اسماء مسيحية مصرية.
وبعد الفتح الإسلامي ازدهرت تجارة البلح والزيتون بين الفرافرة ووادي النيل فكانت قوافل الجمال تحمل منتجات الواحة إلي ديروط علي النيل وترجع بالأقمشة والشاي وكل ما تنتجه أرض وادي النيل والفرافرة.
