فيديو| «لن أعيش في جلباب أبي».. القصة الحقيقية بدأت من طنطا
السبت 30/مارس/2019 - 01:31 م
نجلاء البسيوني
طباعة
«لن أعيش في جلباب أبي» مسلسل اجتماعي مصري أُنتج عام 1996، ولقي انتشارًا واسعًا، وتدور أحداثه حول قصة كفاح «عبد الغفور البرعي» الذي يجسد فيه الفنان نور الشريف دور «نادي السباعي» البطل الحقيقي.
«لن أعيش في جلباب أبي»
التقت «بوابة المواطن» الإخبارية؛ الحاج «نادي السباعي» البطل الحقيقى لمسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، وأكبر تجار الخردة في طنطا، ليروي قصته قائلا «23 يناير 1964 م تركت العمل عند عمي الذي كان يعمل في الخردة؛ ودخلت لـ منطقة تل الحدادين، وأنا في سن الخامسة عشر من عمري وأحمل في جيبي كل ما أملكه 36 جنيه، ورثتهم من جدي عن والدي رحمه الله عليه وكنا على مشارف عيد الفطر فأخذت منهم 6 جنيه لشراء كسوة العيد، وأبقيت 30 جنية لأشق طريقي بعيدا عن عمي وبعد العيد واستأجرت محل صغير واستمريت في العمل من السادسة صباحا حتى منتصف الليل أجمع بقايا الحديد القديمة الخردة" واحتفظ بها وكان مكسبي اليومي يتراوح بين جنية حتى خمسة جنيها أشتري منهم وجبه الفطار، وأدخر الباقي واستمر بي الحال حتى 1969 وقتها كنت أملك 1000 جنيه».
لن أعيش في جلباب أبي
القصة الحقيقية لـ«عبد الغفور البرعي»
يقطع حديثه، وينظر حوله وهو يسترجع ذكرياته المؤلمة خلال رحلته الشاقة قائلا: «بعد 5 سنوات من العمل الشاق رزقني الله من واسع كرمه، وتوسعت تجارتي وتزوجت بسيدة من عائلة محترمة من قرية "فيشا سليم"، وأنجبت 5 أولاد "3 بنات وولدين" وظلت تجارتي تتوسع حتى اشتريت أكثر من 10 محلات وأملك العديد من المصانع والعقارات والأراضي وكان يساندي أثناء رحلتي شقيق زوجتي الحاج إسماعيل الذي يجسد دوره في المسلسل "فهيم أفندي" الرجل المتعلم بحكم أني رجل أمي لا أعرف القراءة والكتابة فدائما ما أستشيره في جميع الأمور».
عبد الغفور البرعي
«علمت أن رزقي لن يأخذه أحد غيري فاطمئن قلبي» جمله تفوه بها «السباعي» أثناء حديثه، والتي تمثل فلسفته في الحياة قائلا: «إنه دائما يرضى بما يقسمه الله له ويأتي عليه أيام يدخل لبيته ولا يوجد في جيبه سوى بعض النقود التي لا تتعدى بعض الجنيهات لكنه في قمة الرضا والسعادة أن عمله حصلوا على مرتباتهم»، مضيفا أن العاملين عنده يمثلون أسرته حيث أنه يقوم كل عمل بعمل عمرة بصحبة 5 من العاملين عنده.
أما عن معرفته الشخصية بـ الفنان نور الشريف؛ فيحكي أنه كان في أحد المناسبات في مدينة دسوق عند أحد أصدقائه، وكان الفنان نور الشريف من ضمن الحضور وعرفه صديقه عليه وكان ذلك أول لقاء وبعدها ألتقي به في مدينة الإسكندرية وأثناء حديثهما حكي عن قصته وبعد عدة شهور تفاجئ بمكالمة هاتفية منه يخبره فيها أنه سيأتي له خلال الأسبوع القادم، وبالفعل جاء لمدينة طنطا وحجز لمدة أسبوع بفندق عرفه بصحبة «المؤلفان إحسان عبد القدوس، ومصطفى محرم»، واتفق معه أنه يفكر تجسيد قصته في عمل درامي وأخذ يأتى يوميا مع بداية العمل حتى انتهائه ليتابع طريقه العمل والمعاملة مع التجار والعاملين، قائلا: «من ضمن الحاجات اللي اتعلمها مني لما كان بيشمر الجلابية عشان يحط الخردة فيها».
تجار الخردة
وأكمل أنه عرض عليه في اليوم قبل الأخير من سفره أن يقوم بدوره وأن يتعامل على أنه الحاج «نادي السباعي» وظل يشرف على العمل طول اليوم وكون صداقات مع بعض التجار.
وأضاف؛ أنه بعد عرض مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، التقي به في دمنهور وكان في حالة استياء من تمثيل زوجته بدور بائعة كشري فزوجته سيدة متعلمة من عائلة محترمة فرد عليه نور الشريف مهدئة الموقف «الدراما عاوزه كدا يا حاج وبعض الأحداث لا تمت للواقع».
واستكمل أن علاقة الصداقة بينهما استمرت بعد عرض المسلسل فدائما ما كان يزوره نور الشريف، وكان يلتقيان كثيرا في المناسبات وبعد وفاته ذهب «السباعي» هو وأولاده لتأدية واجب العزاء وحتى الآن يزور أسرته بين الحين والأخر.
عبد الغفور البرعي