مرتعشةً أجسادهم.. سيدة تسكن الشارع رفقة أطفالها بعد هروب زوجها فما القصة؟
ببطانية وسبحة ومصحف، أمامها فرشة تعرض من
خلالها بعض الكمامات والمناديل بالإضافة لأشياء أخرى، لكي تتحصل على أبسط المبالغ
التي تساعدها على قوت يومها، هي وأطفالها الملقون بجانبها على أحد الأرصفة، ترتعش
أجسادهم في برد شتاء القاهرة القاسي، بدون مسكن يختبئوا فيه هرباً من تلك البرودة
التي تنهش أجسادهم.
لا يمكن أن تكون الظروف أبدًا شماعة نعلق
عليها جميع الإخفاقات التي نقع بها في حياتنا، فتلك السيدة التي تبلغ من العمر أكثر
من 50 عامًا، لم تمنعها العقبات التي واجهتها من السعي طلبًا للرزق، لم تمنعها
المشقات للجري على أولادها لكي تطعمهم، فيبقو على قيد الحياة ليس أكثر من ذلك.
بعت كل حاجة في شقتي عشان أدفع الإيجار لحد
ما اترميت في الشارع
لم تخلق تلك السيدة في الشارع لكنها تزوجت في
شقة استأجرها زوجها، لتبدأ القصة، ليست قصة الحياة الزوجية، وإنما المعاناة، وتشرد
الأطفال، فوالدهم لم يتحمل ضغوط الحياه ومصاريف العيش، فلم يكن من الأمر بد، فكان
الهروب هو الحل، فلم تجد السيدة أمامها سوى المواجهة، تحدي
الحياة،والوقوف أمامها ضاربةً بشماعة الظروف عرض الحائط، تأتي من أسفل كوبري تغفو
فيه رفقة أبناءها، بعدما طردها صاحب الشقة لعدم قدرتها على سد مصاريف الإيجار، من
الساعة العاشرة صباحًا وحتى الحادية عشر مساءً، تبدأ في نصب فرشتها، لتتمسك بكتاب
الله وتشرع بالقراءة، لسان حالها ثبتني يا إلهي ارزقني من أجل هؤلاء الصغار آملة
في أن يشتري منها المارة لتحيا هي ومن تأوية.
غوافل لا يعرفن بؤس معيشة ولا هن بالخطب
الملم شواعر
في تلك اللحظات يكون أقصى طموحات الفرد أن
يجد أحد بجانبه يشعره بالطمأنينة، يتعكز عليه ليستطيع الصمود، لكن صاحبة قصتنا
وحيدة هرب عنها زوجها، وصغارها لا يدركون حجم معاناة والدتهم، وماذا عن أهلها؟،
كان جوابها على هذا السؤال لمراسلة بوابة المواطن: "أهلي ربنا، مليش غير ربنا"،
كل واحد بقت شيلته صعبه فاللهم لا اعتراض هكذا عبرت السيدة عن حالها.