جاءت التصريحات الأخيرة للنائب إلهامى عجينة، عضو مجلس النواب عن محافظة الدقهلية، والذى أكد فيها أن رجال الشعب المصرى يعانى من الضعف الجنسى، ليثير جدل الرأى العام، فضلاً عن موجة الغضب العارم والإنتقادات التى باتت تلاحقة، الأمر لن يتوقف على ذلك فقط بل أشار عدد من أصحاب محال العطارة إلى زيادة حجم مبيعات الأشعار الخاصة لعلاج الضعف الجنسى.

وجاء نص تصريح النائب ليقول: "إحنا شعب رجالته بتعانى من ضعف جنسى، بدليل إن مصر من أكبر الدول المستهلكة للمنشطات الجنسية التى لا يتناولها إلا الضعيف، وإذا بطلنا نعمل ختان هنحتاج رجالة أقوياء، ونحن لا نمتلك رجالاً من هذا النوع".

وأجرى "المواطن" جولة ميدانية على بعض من محال العطارة فى شارع الأزهر بمنطقة العتبة للتأكد من صحة هذه المعلومات.

يعتبره البعض حكيمًا، والبعض الآخر طبيبًا، يلجأون إليه من كافة المحافظات والكفور والنجوع للاستعانة بمشورته،.. "مصطفى السيد"، رجل فى العقد الرابع من عمره، حديثه مع زبائنه، حال استشارته، تنم على خبرته الوافية التى لاتقل عن العشرين عامًا فى مجال العطارة.

زيادة الأقبال
يشير الحاج مصطفى، أن فى الفترة الأخيرة لاسيما فى العامين الماضيين زاد الإقبال وبشكل كبير على الأعشاب الخاصة بعلاج الضعف الجنسى، بنسبة لاتقل عوخشونة الركبة إثر كثرة الممارسة الجنسية، ولهذا يؤكد صاحب الأربعين عاماً ان أسعار المركبات زادت وبنسبة كبيرة نظراً للإقبال عليها سواء من قبل السيدات أو الرجال.

مركب النسخة
"النسخة"، هكذا كان إسم المركب الخاص بعلاج الضعف الجنسى، والمكون من 40 عشب منهم الجنسك وحبوب اللقاح، وطلع النخيل، وبلح الجست الطيب، وعرق الجناح، وفلفل أبيض وبذر بصل وبذر جرجير، وقرفة وبسباسة هندى غيرها.

وبحسب حديث العطار فإذن سعر التركيب يصل الـ125 جرام لـ100 جنيه، فقد يستخدم الفرد أكثر من 500 جرام، خلال الشهر كامل إذا كان لديه مرض "الشراهه الجنسية".

طريقة الاستخدام
أما عن طريق إستخدام المركب فهو إما يتم طحنة وتناولة مثل العسل أو يتم غليه على النار ويتناول مثل كوب الشاى، ويستمر المريض فى تناول المركب مرتين يوميًا وحتى على مدار 15 يوم.

أما عن مرض الخشونه الناجم عن كثرة الممارسة، فيتم أخذ مجموعة "حبه البركة مع شمر مع بذر كتان مع بردقوش" للرجال والسيدات.

السراب
وأثناء قيام الشيخ مصطفى بشرح علاج العقم جاء "خالد مسعود"، أحد المواطنيين من اجل شراء المركب، وبسؤالة عن جودته فقال: "اهو ادينا بنشوف أخرتها إيه، الأطباء أسعارهم غالية اوى ومافيش بيدى غير انى اروح للأعشاب علشان أتعالج".

وتابع: " أنا ليا سنه أهو باخد الأعشاب ولسة برضو مريض بالضعف برغم أن العطارين بيقولوا أن مركب "النسخة" ده جبار في خلال 15 يوم اكون متعالج وأهو أدينى داخل على سنتين".

أوهام الشفاء
ومن الناحية الطبية فقال الدكتور عمرو جاد الله، أستاذ الطب وجراحة أمراض الذكورة والتناسل، أن مثل هذه التركيبات ليست ضارة على صحة الانسان، كما انه ليس لديه نتجية فعاله كما يتصور البعض، فهى مجرد "اوهام" يسير ورائها المواطنيين سعياً من أجل حل مشاكلهم مع زوجاتهم.

وأشار الطبيب إلى أن مثل هذه المركبات تأخذ فترة طويلة المدى من أجل ان يعالج المريض ولو بنسبة بيسطة وليس كما يصور العطارين لهم بان هذه المركبات تعالجهم على مدار شهر بالكامل.

وأضاف أن هناك العديد من المرضى المصابين بالعقم لديهم مشكلات من الصعب حلها إلا عن طريق الفحوصات الطبيه والسير على برنامج ثابت من العلاج.

ضعف الوازع الدينى
كما قالت الدكتورة هبه عيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن الإقبال المتزايد على محال العطارة في الفترة الأخيرة من أجل حل النابع من ضعف الوازع الدينى لديهم.

وأضافت، أن أغلب المواطنين الذين يسعون وراء الأوهام العطارية فهم مرضى نفسيين، فبفعل الضغط النفسى الذى يتعرضون له فى منازلهم يريدون حلول سريعة وجذرية من اجل علاج ماصابهم، ومن سماعهم حديث العطارين عن مفعول مركب " النسخة" وأنه يقوم يعالج المريض على مدار شهر، فيقارن ماين علاج العطارين وعلاج الاطباء الذى يمتد لشهور طوال ولهذا تجد نسبة الأقبال عالي.