نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، تقريرا عن ما شهدته قاعدة الشعيرات الجوية السورية، من سقوط الصواريخ المجنحة التابعة للبحرية الأمريكية.

ترى الصحيفة البريطانية، أنه يبدو البيت الأبيض تراجع عن قراره بعدم التدخل العسكري في سوريا، مشيرة إلى أنه لا يزال هناك خفايا لم تتضح بعد، خاصة وأن السكرتير الصحفي، ساين سبايسر، رفض الإدلاء بأي تصريحات تتعلق بأي خطوات عسكرية أو دبلوماسية، من الممكن أن تقوم بها الولايات المتحدة في سوريا، في الوقت الذي يكافح العالم لفهم سياسة ترامب، حيال الحرب الأهلية الجارية في دمشق.

وبحسب الصحيفة، أعتبر "سبايسر" أن الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة، كانت ضرورية ولأسباب إنسانية، مشيرا إلى على الرغم من إصرار وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، على أن الإطاحة بالرئيس الأسد لابد وأن يكون بناءا على إجراءات دبلوماسية، إلا أن الأوضاع الحالية تؤكد على أن تركه لمنصبه أصبح أمرا ضروريا.

ويبدو أن رؤية "الجارديان" صحيحة، وأنه لا يزال هناك خبايا تأتي واحدة تلو الأخرى، حيث أكدت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هالي، أنه من الصعب ترك بشار الأسد ونظامه بعد الهجوم الكيميائي الذي تعرضت له خان شيخون، منوهة أن زمن إتاحة الفرص لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين قد انتهى، مؤكدة أن بلادها على استعداد للقيام لما هو أكثر من ذلك بكثير، لكنها تتمنى أن لا يحدث أي أمور جديدة تجعل واشنطن مضطرة للقيام بذلك.

وتقول الصحيفة، إن الرئيس الأمريكي واقعا وسط محيط من التخبطات، فهو مطالب من الكونغرس بتصعيد التدخل العسكري في سوريا، أمام مطالبة من روسيا بالتراجع نهائيا عن القيام بهذه الخطوة، وذلك في ظل مطالبة من ممثلي المنظمات الدولية بضرورة إنهاء حالة الصراع التي يعيشها الشعب السوري بطريقة سلمية.

ويستلزم الإشارة هنا، إلى ما قاله نائب الرئيس الروسي، فلاديمير سافرونكوف، في مجلس الأمن، حيث أكد على أن ما قامت به واشنطن، له عواقب وخيمة تؤثر سلبا على الاستقرار الدولي، كما أنه يعتبر أن ما حدث سوف يتيح الفرصة أمام الجماعات المسلحة والإرهابيين للقيام بمزيد من الهجمات المتطرفة التي لن يدفع ثمنها سوى الأبرياء.

من جانبه أكد وزير الخارجية البريطاني الأسبق ورئيس لجنة الإغاثة الإنسانية الدولية، ديفيد ميليباند، أن المهم الآن هو التفكير في وسيلة أيا كانت، تساعد على تجنب المدنيين والأطفال الأبرياء في سوريا سلسلة الهجمات التي يتعرضون لها، ووضع حدا لما يواجهونه سواء كان بطريقة كيميائية أو تقليدية.