بعد الغناء لـ"الملاية اللف".. من أين أتت ومتى رحلت؟
الأحد 04/فبراير/2018 - 07:34 م
عبده أحمد عطا
طباعة
يا حلوة يا ملفلفة، يا ام الملاية اللف.. لفة ملايتك تلفلف، الف جني والف.. لفلفتي قلبي وراسي، وعقلي منها خف..لم يكن الشعراء المصريين، ساذجين عندما تغزلوا فى المرأة المصرية التي ترتدي "الملاية اللف"، حيث كان لا يرتديها إلا فائقة الأنوثة، ذات الخصر الملفوف.
بالبرقع والملاية اللف، استطاعت المرأة المصرية أن تجذب أنظار العالم إليها، فلم تكن تحية كاريوكا إلا مثالا صارخًا على ذلك، أرتدت الملاية اللف ونزلت إلى ساحة الفندق، الذي يقام به حفل يحضره نجوم من أوربا، عندما أطلت عليهم، علت الدهشه وجوه الحاضرين وانقلبوا رأسا على عقب مسرعين إلى كاريوكا، ليعربوا لها عن إعجابهم الشديد بذلك الزي، لكن هل سألت تحية نفسها من أين جاء هذا الزي؟
ليس أكيد، ولكن هناك روايات تقول بأن الملاية اللف ليست من صنع المصريين، بل جاءت إليها عن طريق العرب الرحل" البدو"، حيث تؤكد هذه الرواية أن تصميم الملاية لم يكن على هذه الهيئه، بل كان لها شكل آخر، مالبث هذا الزي الجديد شهورا إلا وانتشر فى كل ربوع مصر.
وعلى طريقة أحدث صيحات الموضة، قامت نساء مصر آنذاك بتطوير الملاية اللف تتدريجيًا، حتي وصلت إلى الشكل النهائي لها، لتؤكد مقولة أحد المصريين" لازم أحط التتش بتاعي حتي لو هيبوظ المنتج".
من قبلي لبحري، ارتدت نساء مصر الملاية اللف، حتي أصبحت الزي الرسمي لبعض الطبقات داخل المجتمع، حيث كانت المرأة تتباهي بأنها تمتلك ملاية فاخرة ذات ملمس ناعم، لأن هذا النوع كان له وقع آخر على الجسم دون كافة أنواع الملايات الأخري.
بطريقتها الخاصة كانت تلف المرأة " البرده" على جسدها المنشود، لتبرز بعض المفاتن التي تجذب بها أنظار معجبيها، حتي أصبح هذا الأمر شئ محمودًا لدي النساء التي تريد أن يتغزل فيها الرجال.
لكل فئة عمرية ملاية خاصة بها، فكانت النساء كبيرات السن يرتدين نوع خاص من الملايات يطلق عليها الكلايات، ويمتاز هذا النوع من الملايات بوسعها إلى حد ما، بالإضافة إلى تغطية كافة مفاتن المرأة، حتي لا يظهر منها إلا وجهها وأسفل الركبة حتي القدم.
أما الفتيات صغيرات السن فكانوا لا يحبذن إرتدائها بشكل دائم، لكن المرأة الثلاثينة كانت هي الأكثر جمالًا حينما ترتديها، وذلك عندما تتمايل على طريقتها الخاصة، ويتدلي على وجهها قطع الفضة المطلية باللون الذهبي، ينكفئ من يراها على وجهه أو يلهث الثري من أجل نظره تعطف عليه بها.
قبل قيام ثورة 52 كانت، الملاية لا زالت منتشرة، لكن الثورة غيرت الكثير، وأدخلت بعض العلوم الأوربية إلى الشعب المصري، فبدأ المصريين يقلدون الغرب، فى كل شئ فكان اللبس أحد الأشياء التي برع فيها المصريين، فبدلوا البرده بالفستان، مادفع الى تلاشيها تدريجيًا حتى أصبح لبسها نادرًا داخل القاهرة وبعض الأحياء الشعبية، لكن هناك قري عديدة فى الصعيد مازالت تحرص على لبسها.