في ذكرى وفاته.. موليير رائد المسرح الكوميدي
السبت 17/فبراير/2018 - 01:12 م
لمياء يسري
طباعة
جميعا يعرف المسلسل الشهر "البخيل وأنا" بطولة فريد شوقي، وأيضًا من تأليفه، لكن هل تعرفون أن هذا المسلسل هو النسخة المصرية من المسرحية الفرنسية "البخيل" لصاحبها موليير ؟..
اليوم تحل علينا ذكرى وفاة الكتاب المسرحي الكوميدي موليير، نحاول في السطور القليلة القادمة أن نوضح جانبًا من حياته.
هو جان باتيست بوكلان، ولد في عام 1622، في باريس_ فرنسا، وكان جده هو الذي يأخذه معه إلى المسرح، فارتبط بالمسرح وبخاصة المسرح الهزلي.
وحاول والده الذي كان يمتهن بيع السجاد، أن يورثه المهنة لكنه رفض، ودرس الحقوق وتعرف بعد ذلك على عائلة فنية تدعى بيجار، وأصبح صديقًا لهم، وقام بعد ذلك وفي تحول مفاجيء بتغيير اسمه ليصبح موليير، ولم يعرف أحد غيره سبب اختياره لهذا الاسم سواه.
في عام 1643 أسس مسرح مع عائلة بيجار، وكانت إدارته لابنتهم مادلين، والتي أحبها فيما بعد، ولعب معها أدوارًا مسرحيًا لمدة خمس سنوات.
ولكنه لم يشتهر في أداء الأدوار الجدية، بل في الأدوار الكوميدية، ولذلك خصص له الملك مكانا أساسيا في المسرح لكي يروح عنه وقتما شاء.
وكانت أول مسرحية هزلية يلعب فيها موليير دور، بعنوان المتحذلقات السخيفات، وكان ذلك في عام 1659م، ونجحت هذه المسرحية نجاحًا باهرًا ونالت رضا الملك، ولكن النساء الذين سخر منهن في المسرحية حقدن عليه ودمرن المسرح، مما اضطر الملك إلى بناء مسرح خاص به.
وفي عام 1662م بدأ يهتم بموضوع مسرحي غير مطروق من قبل، وهو وضع المرأة في المجتمع، فكتب (مدرسة النساء) ونالت نجاحًا كبيرًا، لكن رجال الدين عارضوه، واتهموه بالإباحية ومعاداة الدين.
وكتب في عام 1664 مسرحية بعنوان ( مدعي التقى والورع) والذي سخر فيها من رجال الدين، وكيف يدعون شيئًا ويخفون شيئا آخر، مستخدمين مظاهر الورع والتقى من أجل الحصول على التبرعات والأموال من الناس، أو استجداء الاحترام والتعاطف، وقد أحدث هذه المسرحية قلقا في فرنسا لأنها أثارت سخط رجال الدين، مما اضطر الملك إلى إيقافها، إرضاء لرجال الدين، لكن موليير استعان على هذا الإيقاف بعرضها في حفلات خاصة، ولكن في عام 1669م تمت إزالة الرقابة عن المسرحية، ولاقت نحاج مبهر وكان يتدفق إليها الجماهير لمشاهدتها على خشبة المسرح.
وفي عام 1665 كتب مسرحيته ( دون جوان ) والمأخوذة عن مسرحية ( ماجن أشبيلية ) ل غابرييل تيليز.
ولكن مسرحية موليير كان البطل فيها ينتقد الرياء والتظاهر الكاذب بالفضيلة والدين ويسخر من المنافقين، كما أنه يصرح علانية بأنه لا يؤمن بما يؤمنون ولا يتتبع أي كنيسة من التي يتبعونها.
وفي عام 1668 كتب ( البخيل) والتي سببت له شهرة في شتى أنحاء العالم، والتي اشتهرت في مصر وعرفها المجتمع من خلال مسلسل فريد شوقي البخيل وأنا.
وكانت آخر مسرحية كتبها موليير هي مسرحية ( المريض الوهمي )، وكانت تدور حول شخص يدعي المرض ولكنه غير مصاب بأي شيء، ولكن المفارقة هنا أن موليير أصيب بوعكة صحية على خشبة المسرح وسقط صريعًا أمام الجمهور.
من أعمال موليير الآخرى..
الطبيب الطائر، الكسلان أو الظروف الطارئة المعيقة، الطبيب العاشق، الطبيب رغمًا عنه، ولازالت أغلب هذه المسرحيات تعرض على المسرح في باريس، باعتبارها من روائع الأدب العالمي.
والآن نقرأ مقدمة موليير لمسرحيته ( المنافق) التي سخر فيها من رجال الدين.
يقول بما معناه:
هذه المسرحية أحدثت من الضجة والفرقعة أكثر من غيرها بكثير وقد اضطهدت وحوربت ومنعت أكثر من جميع مسرحياتي الهزلية السابقة وقد برهن ذلك على أن رجال الدين هم أقوى الفئات في المجتمع ففي السابق تهكمت بالنساء المتحذلقات، أو بالأطباء الفاشلين، أو بالأرستقراطيين من دوق ومركيز، الخ أو بالمخدوعين من قبل زوجاتهم ولكن لم يهددني أحد منهم على الرغم من كل ذلك ولم تمنع مسرحياتي بسببهم.
أما المسرحية التي تتهكم برجال الكنيسة أو بعضهم وتصورهم على هيئة منافقين أو دجالين فقد منعت فورًا بعد أول عرض لها وجلبت لي المشاكل المزعجة من كل النواحي وقد كان رجال الدين ملاعين جدًا ودهاه وأذكياء في محاربة هذه المسرحية فلم يهاجموها؟ لأنها تفضح مخازيهم وحيلهم لخداع الناس وأخذ الأموال منهم أو على الأقل هذا ما ادعوه، فقد زعموا بأنها تسيء إلى الدين نفسه، والى التقى والورع، وليس إلى الدجالين الذين يختبأون وراء الدين والتقى والورع.
هكذا احتالوا على الموضوع ولم يواجهوه صراحة ولولا ذلك لما استطاعوا الإساءة لي ومنع المسرحية من التمثيل فقد زعموا أني أهاجم الدين في حين أني لا أهاجم إلا المتاجرين به ! وزعموا أني زنديق أو خليع في حين أني مؤمن بالله كبقية البشر.. باختصار: لقد قاموا بحملة شنيعة وكبيرة لتشويه سمعتي ومقاصدي الحقيقية وللأسف فأنهم نجحوا في ذلك ولو لفترة.
اليوم تحل علينا ذكرى وفاة الكتاب المسرحي الكوميدي موليير، نحاول في السطور القليلة القادمة أن نوضح جانبًا من حياته.
هو جان باتيست بوكلان، ولد في عام 1622، في باريس_ فرنسا، وكان جده هو الذي يأخذه معه إلى المسرح، فارتبط بالمسرح وبخاصة المسرح الهزلي.
وحاول والده الذي كان يمتهن بيع السجاد، أن يورثه المهنة لكنه رفض، ودرس الحقوق وتعرف بعد ذلك على عائلة فنية تدعى بيجار، وأصبح صديقًا لهم، وقام بعد ذلك وفي تحول مفاجيء بتغيير اسمه ليصبح موليير، ولم يعرف أحد غيره سبب اختياره لهذا الاسم سواه.
في عام 1643 أسس مسرح مع عائلة بيجار، وكانت إدارته لابنتهم مادلين، والتي أحبها فيما بعد، ولعب معها أدوارًا مسرحيًا لمدة خمس سنوات.
ولكنه لم يشتهر في أداء الأدوار الجدية، بل في الأدوار الكوميدية، ولذلك خصص له الملك مكانا أساسيا في المسرح لكي يروح عنه وقتما شاء.
وكانت أول مسرحية هزلية يلعب فيها موليير دور، بعنوان المتحذلقات السخيفات، وكان ذلك في عام 1659م، ونجحت هذه المسرحية نجاحًا باهرًا ونالت رضا الملك، ولكن النساء الذين سخر منهن في المسرحية حقدن عليه ودمرن المسرح، مما اضطر الملك إلى بناء مسرح خاص به.
وفي عام 1662م بدأ يهتم بموضوع مسرحي غير مطروق من قبل، وهو وضع المرأة في المجتمع، فكتب (مدرسة النساء) ونالت نجاحًا كبيرًا، لكن رجال الدين عارضوه، واتهموه بالإباحية ومعاداة الدين.
وكتب في عام 1664 مسرحية بعنوان ( مدعي التقى والورع) والذي سخر فيها من رجال الدين، وكيف يدعون شيئًا ويخفون شيئا آخر، مستخدمين مظاهر الورع والتقى من أجل الحصول على التبرعات والأموال من الناس، أو استجداء الاحترام والتعاطف، وقد أحدث هذه المسرحية قلقا في فرنسا لأنها أثارت سخط رجال الدين، مما اضطر الملك إلى إيقافها، إرضاء لرجال الدين، لكن موليير استعان على هذا الإيقاف بعرضها في حفلات خاصة، ولكن في عام 1669م تمت إزالة الرقابة عن المسرحية، ولاقت نحاج مبهر وكان يتدفق إليها الجماهير لمشاهدتها على خشبة المسرح.
وفي عام 1665 كتب مسرحيته ( دون جوان ) والمأخوذة عن مسرحية ( ماجن أشبيلية ) ل غابرييل تيليز.
ولكن مسرحية موليير كان البطل فيها ينتقد الرياء والتظاهر الكاذب بالفضيلة والدين ويسخر من المنافقين، كما أنه يصرح علانية بأنه لا يؤمن بما يؤمنون ولا يتتبع أي كنيسة من التي يتبعونها.
وفي عام 1668 كتب ( البخيل) والتي سببت له شهرة في شتى أنحاء العالم، والتي اشتهرت في مصر وعرفها المجتمع من خلال مسلسل فريد شوقي البخيل وأنا.
وكانت آخر مسرحية كتبها موليير هي مسرحية ( المريض الوهمي )، وكانت تدور حول شخص يدعي المرض ولكنه غير مصاب بأي شيء، ولكن المفارقة هنا أن موليير أصيب بوعكة صحية على خشبة المسرح وسقط صريعًا أمام الجمهور.
من أعمال موليير الآخرى..
الطبيب الطائر، الكسلان أو الظروف الطارئة المعيقة، الطبيب العاشق، الطبيب رغمًا عنه، ولازالت أغلب هذه المسرحيات تعرض على المسرح في باريس، باعتبارها من روائع الأدب العالمي.
والآن نقرأ مقدمة موليير لمسرحيته ( المنافق) التي سخر فيها من رجال الدين.
يقول بما معناه:
هذه المسرحية أحدثت من الضجة والفرقعة أكثر من غيرها بكثير وقد اضطهدت وحوربت ومنعت أكثر من جميع مسرحياتي الهزلية السابقة وقد برهن ذلك على أن رجال الدين هم أقوى الفئات في المجتمع ففي السابق تهكمت بالنساء المتحذلقات، أو بالأطباء الفاشلين، أو بالأرستقراطيين من دوق ومركيز، الخ أو بالمخدوعين من قبل زوجاتهم ولكن لم يهددني أحد منهم على الرغم من كل ذلك ولم تمنع مسرحياتي بسببهم.
أما المسرحية التي تتهكم برجال الكنيسة أو بعضهم وتصورهم على هيئة منافقين أو دجالين فقد منعت فورًا بعد أول عرض لها وجلبت لي المشاكل المزعجة من كل النواحي وقد كان رجال الدين ملاعين جدًا ودهاه وأذكياء في محاربة هذه المسرحية فلم يهاجموها؟ لأنها تفضح مخازيهم وحيلهم لخداع الناس وأخذ الأموال منهم أو على الأقل هذا ما ادعوه، فقد زعموا بأنها تسيء إلى الدين نفسه، والى التقى والورع، وليس إلى الدجالين الذين يختبأون وراء الدين والتقى والورع.
هكذا احتالوا على الموضوع ولم يواجهوه صراحة ولولا ذلك لما استطاعوا الإساءة لي ومنع المسرحية من التمثيل فقد زعموا أني أهاجم الدين في حين أني لا أهاجم إلا المتاجرين به ! وزعموا أني زنديق أو خليع في حين أني مؤمن بالله كبقية البشر.. باختصار: لقد قاموا بحملة شنيعة وكبيرة لتشويه سمعتي ومقاصدي الحقيقية وللأسف فأنهم نجحوا في ذلك ولو لفترة.