في ذكرى وفاتها.. محطات في حياة عائشة أم المؤمنين
الخميس 13/يوليو/2017 - 12:46 م
سارة صقر
طباعة
هي عائِشة بنت أبي بكر التيميَّة القُرَشِيّة وأمها أم رومان بنت عامر من بني مالك بن كنانة التي أسلمت وهاجرت، وثالث زوجات النبي محمد صل الله عليه وسلم، وإحدى أمهات المؤمنين، والتي لم يتزوج امرأة بكرًا غيرها، وبنت الخليفة الأول للنبي محمد أبو بكر بن أبي قحافة.
زواجها..
قبل الهجرة بسنتين وبعد وفاة السيدة خديجة بنت خويلد، جاءت خولة بنت حكيم إلى النبي تسأله أن يتزوج، فسألها: "وَمَن؟"، قالت:"إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا"، فقال: "وَمَنِ البِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّب؟" فذكرت له البكر عائشة والثيب سودة بنت زمعة، فقال: "فَاذْكُرِيْهِمَا عَلَيّ"، فذهبت خولة إلى أم رومان بنت عامر أم عائشة، وذكرت لها الأمر، فقالت: "اِنْتَظِرِي فَإِنَّ أَبَا بَكْرَ آتٍ".
وكان المطعم بن عدي قد ذكرها على ابنه، فأتى أبو بكر المطعم، فقال: "مَا تَقُوْلُ فِي أَمْرِ هَذِهِ الجَارِيَةِ؟"، فسأل المطعم زوجته، فقالت لأبي بكر: "لَعَلَّنَا إِن أَنْكَحْنَا هَذَا الفَتَى إِلَيْكَ تُصِيْبَهُ وَتُدخِلَهُ فِي دِيْنِكَ الَذي أَنتَ عَلَيْهِ"، فرأى أبو بكر في ذلك إبراءً لذمته من خطبة المطعم لعائشة، وقال لخولة: "قُولِي لِرَسُولِ الله فَلْيَأْتِ"، فجاء النبي وخطبها.
تزوجها النبي محمد بعد غزوة بدر في شوال سنة 2 هـ، وكانت من بين النساء اللواتي خرجن يوم أحد لسقاية الجرحى.
غيرتها على رسول الله..
في حجة الوداع خرج النبي بزوجاته، وكانت عائشة على جمل خفيف ومعها متاع قليل، فيما كانت صفية على جمل بطيء ومعها متاع ثقيل، فأمر النبي محمد أن يتبادلا راحلتيهما حتى يسرع الركب.
فغضبت عائشة، وقالت: "يَا لَعِبَادِ اللَّهِ، غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ"، فشرح لها النبي سبب ما فعل، فقالت: "أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟"، فتبسم وقال: "أَفِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟"، فقالت: "أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَفَهَلا عَدَلْتَ؟"، فسمعها أباها، فهمّ بضربها، فأوقفه النبي محمد وقال له: "إِنَّ الْغَيْرَى لا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلاهُ".
وقد كانت عائشة أكثر زوجات النبي غيرة وأشدهن حساسية في ذلك، فيُروى أنها قالت: "مَا رَأَيْتُ صَانِعَةَ طَعَامٍ مِثْلَ صَفِيَّةَ رضي الله عنها، بَعَثَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ بِإِنَاءٍ فِيهِ طَعَامٌ، فَضَرَبْتُهُ بِيَدِي فَكَسَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَفَّارَةُ هَذَا؟ قَالَ: "إِنَاءٌ مَكَانُ إِنَاءٍ، وَطَعَامٌ مَكَانُ طَعَامٍ".
حادثة الإفك..
خرجت السيدة عائشة رضى الله عنها مع النبي صل الله عليه وسلم، في إحدى غزواته، وبعد أن فرغ النبي محمد من غزوته وبينما هم في طريق العودة إلى المدينة، مشيت عائشة مبتعدة عن الجيش حتى قضت حاجتها، ثم عادت إلى راحلتها، فافتقدت عقد لها، فعادت تلتمسه.
وأقبل الموكلون براحلتها، فساروا دون أن يدركوا أنها ليست في هودجها، وبعد فترة، عادت عائشة لتجد الجيش قد رحل، فانتظرت في موضعها، ظنًا منها أنهم سيفتقدونها فيرجعون لها، ثم غلبها النوم فنامت، ثم مر صفوان بن المعطل السلمي، وكان قد تأخر عن الجيش فرآها فعرفها، فأناخ راحلته، حتى ركبت، وانطلق بها حتى بلغا الجيش.
وبعد ذلك، انطلقت الأحاديث حول تلك الحادثة، وقال أناس أن شيء ما قد حدث بين عائشة وابن المعطل، وكان على رأس هؤلاء عبد الله بن أبي بن سلول، وبعد العودة إلى المدينة، اشتكت عائشة من المرض شهرًا، والناس يخوضون في الحديث، بل وبعد أن نقهت، علمت عائشة من أم مسطح بن أثاثة بما يقول الناس، فازداد مرض عائشة، ثم استأذنت النبي أن تلحق ببيت أهلها، فأذن لها.
ثم نزل الوحي بعشر آيات لتبرأ السيدة عائشة، فلما نزلت براءة عائشة، أقسم أبو بكر الصديق ألا ينفق على مسطح بن أثاثة وقد كان ممن تكلموا في حق عائشة، فنزل الوحي يعاتبه في ذلك، فعاد أبو بكر لينفق عليه.
وفاة النبي..
دفن النبي محمد في حجرة عائشة في المكان الذي توفي فيه ويروي سعيد بن المسيب عن عائشة أنها رأت في منامها كأن ثلاثة أقمار سقطت في حجرتي، فسألت أباها، فقال: "يَا عَائِشَةُ، إِنْ تَصْدُقْ رُؤْيَاكِ يُدْفَنُ فِي بَيْتِكِ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ ثَلاثَةٌ"، فلما توفي النبي محمد ودفن، قال لها أبو بكر: " يَا عَائِشَةُ، هَذَا خَيْرُ أَقْمَارِكِ، وَهُوَ أَحَدُهَا"، ثم دُفن بعد ذلك في حجرتها أبو بكر وعمر بن الخطاب، فكان ذلك تمام الثلاثة أقمار.
موقعة الجمل..
بعد مبايعة علي بن أبي طالب بالخلافة، قصدت عائشة وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام على رأس جيش جرار البصرة، وطالبوا عليًا بمعاقبة قتلة عثمان، وإتجه لملاقاتهم يدعوهم للتريّث حتى تهدأ الأمور، فيتسنّى له القبض على قتلة عثمان، وتنفيذ القصاص فيهم، فاقتنعوا بفكرة علي التي جاءهم بها القعقاع بن عمرو التميمي، وباتوا ليلتهم على ذلك، غير أن هناك من دبّر للفتنة بين الفريقين في الليل، فدسوا في كلا المعسكرين من يقتل بعض الجنود ليتأجج القتال بين الفريقين بعد أن يظن كلا الطرفين أن الطرف الآخر غدر به.
واندلعت المعركة التي وقع فيها طلحة والزبير قتلى، ولما رأت عائشة ما يجري من قتال، ناولت كعب بن سور الأزدي الذي كان يُمسك بلجام ناقتها مصحفًا، وأمرته أن يدعوا الناس للكف عن القتال قائلةً: "خل يا كعب عن البعير، وتقدم بكتاب الله فادعهم إليه"، فرمي بعضهم كعب بسهم قتله، وأصيبت عائشة نفسها في يدها بسهم طائش اخترق هودجها.
واستحرّ القتال حول الجمل الذي يحمل هودج عائشة، حتى عُقر الجمل، وانتهت المعركة بانتصار أصحاب علي، ثم أمر علي بتنحية هودج عائشة، وأرسل أخاها محمد بن أبي بكر لتفقُّد حالها، فلما اطمئن على حالها، جهّزها بالزاد، وأعادها إلى المدينة برفقة أخيها محمد وابنيه الحسن والحسين وأربعين امرأة من نساء البصرة المعروفات.
وفاتها..
بعد موقعة الجمل، عادت عائشة فلزمت بيتها حتى حضرتها الوفاة في ليلة الثلاثاء 17 رمضان 57 هـ، وقيل 58 هـ وقيل 59 هـ، وصلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر والقاسم وعبد الله ابني محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، ودفنت في البقيع.
زواجها..
قبل الهجرة بسنتين وبعد وفاة السيدة خديجة بنت خويلد، جاءت خولة بنت حكيم إلى النبي تسأله أن يتزوج، فسألها: "وَمَن؟"، قالت:"إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا"، فقال: "وَمَنِ البِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّب؟" فذكرت له البكر عائشة والثيب سودة بنت زمعة، فقال: "فَاذْكُرِيْهِمَا عَلَيّ"، فذهبت خولة إلى أم رومان بنت عامر أم عائشة، وذكرت لها الأمر، فقالت: "اِنْتَظِرِي فَإِنَّ أَبَا بَكْرَ آتٍ".
وكان المطعم بن عدي قد ذكرها على ابنه، فأتى أبو بكر المطعم، فقال: "مَا تَقُوْلُ فِي أَمْرِ هَذِهِ الجَارِيَةِ؟"، فسأل المطعم زوجته، فقالت لأبي بكر: "لَعَلَّنَا إِن أَنْكَحْنَا هَذَا الفَتَى إِلَيْكَ تُصِيْبَهُ وَتُدخِلَهُ فِي دِيْنِكَ الَذي أَنتَ عَلَيْهِ"، فرأى أبو بكر في ذلك إبراءً لذمته من خطبة المطعم لعائشة، وقال لخولة: "قُولِي لِرَسُولِ الله فَلْيَأْتِ"، فجاء النبي وخطبها.
تزوجها النبي محمد بعد غزوة بدر في شوال سنة 2 هـ، وكانت من بين النساء اللواتي خرجن يوم أحد لسقاية الجرحى.
غيرتها على رسول الله..
في حجة الوداع خرج النبي بزوجاته، وكانت عائشة على جمل خفيف ومعها متاع قليل، فيما كانت صفية على جمل بطيء ومعها متاع ثقيل، فأمر النبي محمد أن يتبادلا راحلتيهما حتى يسرع الركب.
فغضبت عائشة، وقالت: "يَا لَعِبَادِ اللَّهِ، غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ"، فشرح لها النبي سبب ما فعل، فقالت: "أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟"، فتبسم وقال: "أَفِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟"، فقالت: "أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَفَهَلا عَدَلْتَ؟"، فسمعها أباها، فهمّ بضربها، فأوقفه النبي محمد وقال له: "إِنَّ الْغَيْرَى لا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلاهُ".
وقد كانت عائشة أكثر زوجات النبي غيرة وأشدهن حساسية في ذلك، فيُروى أنها قالت: "مَا رَأَيْتُ صَانِعَةَ طَعَامٍ مِثْلَ صَفِيَّةَ رضي الله عنها، بَعَثَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ بِإِنَاءٍ فِيهِ طَعَامٌ، فَضَرَبْتُهُ بِيَدِي فَكَسَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَفَّارَةُ هَذَا؟ قَالَ: "إِنَاءٌ مَكَانُ إِنَاءٍ، وَطَعَامٌ مَكَانُ طَعَامٍ".
حادثة الإفك..
خرجت السيدة عائشة رضى الله عنها مع النبي صل الله عليه وسلم، في إحدى غزواته، وبعد أن فرغ النبي محمد من غزوته وبينما هم في طريق العودة إلى المدينة، مشيت عائشة مبتعدة عن الجيش حتى قضت حاجتها، ثم عادت إلى راحلتها، فافتقدت عقد لها، فعادت تلتمسه.
وأقبل الموكلون براحلتها، فساروا دون أن يدركوا أنها ليست في هودجها، وبعد فترة، عادت عائشة لتجد الجيش قد رحل، فانتظرت في موضعها، ظنًا منها أنهم سيفتقدونها فيرجعون لها، ثم غلبها النوم فنامت، ثم مر صفوان بن المعطل السلمي، وكان قد تأخر عن الجيش فرآها فعرفها، فأناخ راحلته، حتى ركبت، وانطلق بها حتى بلغا الجيش.
وبعد ذلك، انطلقت الأحاديث حول تلك الحادثة، وقال أناس أن شيء ما قد حدث بين عائشة وابن المعطل، وكان على رأس هؤلاء عبد الله بن أبي بن سلول، وبعد العودة إلى المدينة، اشتكت عائشة من المرض شهرًا، والناس يخوضون في الحديث، بل وبعد أن نقهت، علمت عائشة من أم مسطح بن أثاثة بما يقول الناس، فازداد مرض عائشة، ثم استأذنت النبي أن تلحق ببيت أهلها، فأذن لها.
ثم نزل الوحي بعشر آيات لتبرأ السيدة عائشة، فلما نزلت براءة عائشة، أقسم أبو بكر الصديق ألا ينفق على مسطح بن أثاثة وقد كان ممن تكلموا في حق عائشة، فنزل الوحي يعاتبه في ذلك، فعاد أبو بكر لينفق عليه.
وفاة النبي..
دفن النبي محمد في حجرة عائشة في المكان الذي توفي فيه ويروي سعيد بن المسيب عن عائشة أنها رأت في منامها كأن ثلاثة أقمار سقطت في حجرتي، فسألت أباها، فقال: "يَا عَائِشَةُ، إِنْ تَصْدُقْ رُؤْيَاكِ يُدْفَنُ فِي بَيْتِكِ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ ثَلاثَةٌ"، فلما توفي النبي محمد ودفن، قال لها أبو بكر: " يَا عَائِشَةُ، هَذَا خَيْرُ أَقْمَارِكِ، وَهُوَ أَحَدُهَا"، ثم دُفن بعد ذلك في حجرتها أبو بكر وعمر بن الخطاب، فكان ذلك تمام الثلاثة أقمار.
موقعة الجمل..
بعد مبايعة علي بن أبي طالب بالخلافة، قصدت عائشة وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام على رأس جيش جرار البصرة، وطالبوا عليًا بمعاقبة قتلة عثمان، وإتجه لملاقاتهم يدعوهم للتريّث حتى تهدأ الأمور، فيتسنّى له القبض على قتلة عثمان، وتنفيذ القصاص فيهم، فاقتنعوا بفكرة علي التي جاءهم بها القعقاع بن عمرو التميمي، وباتوا ليلتهم على ذلك، غير أن هناك من دبّر للفتنة بين الفريقين في الليل، فدسوا في كلا المعسكرين من يقتل بعض الجنود ليتأجج القتال بين الفريقين بعد أن يظن كلا الطرفين أن الطرف الآخر غدر به.
واندلعت المعركة التي وقع فيها طلحة والزبير قتلى، ولما رأت عائشة ما يجري من قتال، ناولت كعب بن سور الأزدي الذي كان يُمسك بلجام ناقتها مصحفًا، وأمرته أن يدعوا الناس للكف عن القتال قائلةً: "خل يا كعب عن البعير، وتقدم بكتاب الله فادعهم إليه"، فرمي بعضهم كعب بسهم قتله، وأصيبت عائشة نفسها في يدها بسهم طائش اخترق هودجها.
واستحرّ القتال حول الجمل الذي يحمل هودج عائشة، حتى عُقر الجمل، وانتهت المعركة بانتصار أصحاب علي، ثم أمر علي بتنحية هودج عائشة، وأرسل أخاها محمد بن أبي بكر لتفقُّد حالها، فلما اطمئن على حالها، جهّزها بالزاد، وأعادها إلى المدينة برفقة أخيها محمد وابنيه الحسن والحسين وأربعين امرأة من نساء البصرة المعروفات.
وفاتها..
بعد موقعة الجمل، عادت عائشة فلزمت بيتها حتى حضرتها الوفاة في ليلة الثلاثاء 17 رمضان 57 هـ، وقيل 58 هـ وقيل 59 هـ، وصلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر والقاسم وعبد الله ابني محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، ودفنت في البقيع.